[vc_row][vc_column][vc_column_text]
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_video link=”https://youtu.be/rpwOJAmvqcE”][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]السلام عليكم …
تقريباً خمس سنين مرت على تخرجي من كلية الصيدلة عام 2016 وكنت الخريجة الثانية على دفعتي والآن بعد خمس سنين من العمل في عدة أماكن والماجستير والسفر، تغيرت نظرتي للأمور وانتبهت أنه لو كنت بعرف هذه الأمور قبل ما أدخل الجامعة كان ممكن يتغير مستقبلي. أنصح كل شخص فكر أو يفكر يدرس صيدلة يتابع الفيديو لآخره ففيه بعض التجارب والنصائح الشخصية عن مهنة الصيدلة من وجهة نظري أحببت أن أشاركها معكم.
أولاّ- اكتفاء السوق في العديد من الدول:
مع أن والدتي صيدلانية ولديها صيدلية وكنت أسمع منها ومن زملائها بالعمل دائماً عن مشاكل اكتفاء سوق العمل في سورية، لكن مع ذلك لم أصغي لهذا الكلام وقررت دراسة الصيدلة وكنت على يقين أن المجتهد والمتميز سيجد نصيب في سوق العمل حتماً.
اعتقادي هذا كان صحيح إلى حد ما، لكن من بين 500 طالب في الدفعة الواحدة ممكن أن يكون 10 أو 15 طلاب متميزين وقادرين على إثبات نفسهم فعلاً في سوق العمل التنافسي جداً، لكن ماذا عن الباقي؟؟
ما أقصد بالتميز ليس بالضرورة كونك من أوائل الدفعة واختيار الطريق الأكاديمي … لا، ليس ذلك مطلقاً، فللصيدلة العديد من المجالات وسأتحدث عنها منها التسويقي والتجاري والأكاديمي والصناعي وغيرها. لكن جميعها فيها اكتفاء ويجب أن تكون مميز جداً في أحد مجالاتها لتستطيع النجاح والمنافسة في المجال الذي تختاره (طبعا الكلام في الحالات التي يكون التقييم فيها بناء على الأهلية وليس الواسطة)، فإذا ما كان عندك واسطة يجب أن تكون مميز لتنافس.
أنا كنت محظوظة واجتهدت جداً خلال سنوات الدراسة حتى استطعت أن أجد لنفسي مكان بين الخريجين الثلاثة الأوائل على الدفعة وهذا ما أهلني لأكون مدرسة بمقعد ثابت في الجامعة، فعملت كمعيدة في نفس الكلية التي درست فيها وكنت مسؤولة عن مادة بأكملها بشقيها النظري والعملي بعد سنة واحدة من تخرجي.
لكن للأسف رحلة البحث عن عمل بعد التخرج لم تكن سهلة للعديد من زملائي في نفس الدفعة. ففكر جيداً قبل سلوك هذا المجال.
ثانياً- دراسة الصيدلة مملة في بعض الأحيان
في الثانوية كانت الكيمياء والعلوم من أحب المواد عندي وكوني كنت أتردد دائما لصيدلية والدتي فكان عندي فضول كبير أعرف أكثر عن الأدوية وآليات عملها وتداخلاتها، وظننت أن الحياة ستكون وردية إذا تخصصت بشكل أعمق بهذه المواد فقط وتخلصت من باقي المواد المملة بالمدرسة. لكن سرعان ما تلاشى هذا الحلم من أول سنة عندما انصدمت بالكم الهائل من المعلومات والأسماء اللاتينية التي يجب أن أحفظها والتي لن تفيدني بشيء أو على الأقل حتى الآن لم أستفيد منها شيء. أنا لا أقلل من قيمة هذه المعلومات لكن فعلا صعبة ومملة وجامدة ونظرية بحتة من دون أي تطبيق عملي.
طبعا اسمحولي استثني بعض المواد التي استمتعت جداً بدراستها منها علم الأدوية والبيولوجيا الجزيئية والكيمياء الدوائية، لكنها جاءت متأخرة في سنوات الدراسة تقريبا في السنتين الأخيرتين أما أول سنتين في الصيدلة كانت عبارة عن كابوس.
فإذا كنت تريد دخول كلية الصيدلة تحت ضغط من الأهل لتصير دكتور أو أنه أهلك حابين يستثمروا بصيدلية على حسابك فأعيد حساباتك. لأنك ستتعذب وتعيش بملل وبضغط نفسي كل سنوات الدراسة بالجامعة وستلاحظ بعد التخرج أن الرحلة لم تكن تستحق هذا التعب والعناء وأنها ببساطة ليست لك ولا تجد نفسك فيها. وهذا ما ذكرني بالنقطة الثالثة وهي:
ثالثاً- إذا لم تكن طالب صبور على العلم والدراسة لساعات طويلة فلا تدخل صيدلة:
من أولها إذا ما كان عندك جلادة وصبر تقعد تدرس بالساعات وخاصة أيام الامتحانات فلا تدخل صيدلة. صح ممكن تتخرج لكن لن تنجح كصيدلي وستقضي سنوات الدراسة بالجامعة مُكتئب ومتوتر.
أنا أصنف الطلاب الذين اكتشفوا بعد دخولهم للكلية أنها لا تناسبهم إلى فئتين، فئة يئسوا وبطلوا دراسة منهم ترك الكلية تماما ومنهم بقي لكن اعتمد على الحظ والغش لتجاوز الامتحانات وبالفعل البعض قدر يتخرج لكن اتخذ بعد التخرج مهنة مختلفة تماما عن الصيدلة وعلق الشهادة على الحائط للذكرى أو كما نقول بالسوري (البروزة).
والفئة الأخرى وهذه أعتبرها الأقل حظاً من الفئة الأولى وهذه الفئة بقيت تحاول وتدرس وتقضي ساعات لمحاولة فهم المنهج لكن من دون جدوى لأنهم لا يحبون ما يقرأون ولا يعرفون أن يركزوا على المعلومات الضرورية للنجاح فيذهب تعبهم سدى وأنا كنت أزعل على هذه الفئة لأنها لم تيأس وتترك الدراسة كليا مثل الفئة الأولى التي وجدت لنفسها عمل آخر ولو بدون شهادة، لكنها أيضا لم تستطع النجاح لأن المعلومات ليست مناسبة لهم بالأساس وممكن لو داخلين كلية أخرى كانوا أبدعو فيها فليس كل العقول تعمل بنفس الطريقة وتحب نفس الأشياء فالدنيا ميول وهوايات.
تذكروا دائماً أنه إذا كنت فاشل بشيء لا يعني أنك فاشل بكل شيء ، فمن هو الناجح بكل شيء؟ كل إنسان عنده نقاط قوة ونقاط ضعف والناجح فعلياَ هو من يستطيع إيجاد نقاط قوته ويختار مهنة ودراسة تتناسب معها.
رابعاً- ابحث عن خيارات أخرى قبل دخول كلية الصيدلة:
لا تكرروا الخطأ الذي ارتكبته أنا. بتعرفو أنه بالبلدان العربية عموماً الخيارات محدودة بدرجات الباكالوريا أو الشهادة الثانوية وكطالبة فرع علمي ومعدل ممتاز كان من البديهي إما طب أو صيدلة. كان عندنا مفاضلة تسجيل وطبعا من دون ما فكر أول خيار طب الثاني صيدلة حسب رغبة الأهل ومحيط المجتمع.
وأنا كنت أضعف وأقل نضجا بذلك الوقت من أنه دور على رغبات أو خيارات أخرى غير هذه الرغبات، وبتعرفوا المجتمع السوري وتفكيره فيقولون “أنه أمها صيدلانية ووهي جابت علامات تؤهلها لدخول كلية الصيدلة فمن غير المنطقي أن تفكر بأي خيار آخر” وفعلا دخلت كلية الصيدلة وأنا أضحك وألعب من دون أي تفكير.
أنا بعترف أنه بذلك الوقت اخترت الخيار السهل الذي مستقبلي فيه معروف وأهلي موافقين عليه. والسؤالين الذي أعرف أنكم تفكرون بهم الآن ؟ أنه هل ندمتي ؟ وأنه إذا رجع الزمن بتختاري صيدلة ؟
سألت نفسي هذا السؤال والجواب صعب جداً. أنا ما ندمت أنه درست صيدلة أبداً بالعكس. أنا أعترف أنه لما دخلت الصيدلة اخترت الخيار السهل وليس حبا بالمهنة فلا أذكر بحياتي أنه أحببت افتح صيدلية مع أنه كنت دائما في صيدلية والدتي، لكن كان عندي حب وفضول لأعرف تركيبات الأدوية وكيف تعمل وبالفعل هذا ما جذبني بالكلية وأحببته وقررت اختار طريق البحث العلمي لأنني وجدت نفسي به في ذلك الوقت. ومن سنة لما بدأت أزمة كورونا ورأيت الكم الهائل من المعلومات المغلوطة المنتشرة على وسائل التواصل بعالمنا العربي قررت أن أعمل بالإعلام الطبي إلى جانب البحث العلمي (مثل هواية مفيدة يعني) وكان استثمار مفيد وممتع للوقت اكتسبت فيه الكثير جدا من المهارات.
أما بالنسبة للسؤال أنه لو رجع بك الزمن هل تختارين الصيدلة ؟ الجواب بصراحة ما بعرف، يمكن لا!!
وبالحديث عن الخيارات السهلة وعدم المخاطرة تذكرت النقطة التالية التي كنت أود ذكرها :
خامساً- إياك والخوف من الفشل:
بعد كل ما قلته عن صعوبة دراسة الصيدلة البعض ممكن يحب هذا المجال لكنه أحس بالخوف وربما فكر بالابتعاد. مهلا توقف قليلا ؟ ما قيمة الحياة من دون مخاطرة؟؟ إذا كنت تحب شيئا فلا تتردد بالمخاطرة وتجربته سواء صيدلة أو غيرها.
أنا لم أحب الصيدلة يوما قبل دخول الكلية لكن كما قلت لكم اخترت الخيار السهل وقتها. كنت أخاف من تجربة أي شيء جديد بعيد عن منطقة الأمان (my comfort zone) لأنني كنت أتخيل سيناريوهات بشعة في حال الفشل.
الخوف من الفشل لحد ما كان مفيد وهو ما ما دفعني لأكون من المتفوقين دائماً، لكنه أيضا حرمني من تجربة العديد من المغامرات لذلك عملت جاهدة على التغلب عليه وكانت الخطوة الأكبر التي اتخذتها بحياتي لمحاولة التغلب على خوفي من الفشل هي سفري للهند لدراسة الماجستير والحمد لله لم أندم يوماً عليها، وبعدها صار الخوف أقل بكثير ولاحظت أنه بدأ يتلاشى حتى وخصوصا عندما قررت أن أبدأ بمشروع اعلامي توعوي صحي بسيط، وعرفت أن الخوف من الفشل أبشع من شعور الفشل بحد ذاته، فنصيحتي لكم لا تخافو من الفشل ودربوا نفسكم على التغلب عليه تدريجياً.
وآخر نصيحة أود أن أنصحها لكم هي لا تدخل صيدلة فقط من أجل المال:
صح أنا قبل الجامعة ما فكرت أبداً بالموضوع المادي، لكن كان عندي زملاء بالكلية كان يقولوا بصراحة أنه الناس خبروهم أنه الصيدلي ربحه عالي فدخلوا صيدلية وطبعا ندموا بالكلية لما انصدموا بالمواد المملة الصعبة وندموا أكثر لما دخلوا سوق العمل لأن الوضع تغير عن أيام آبائنا وذكرت بالبداية عن اكتفاء سوق العمل.
حتى فيكم تأخذوا هي النصيحة ليس فقط للصيدلة بل لكل مجال تودون العمل به. إذا كان هدفكم الوحيد هو الربح ستكونون من الخاسرين. فكروا بالأشياء التي تستمتعون بها واعملوها وستتفاجؤون عندها أنه حتى لو لم تقرروا أن تجنو من وراءها أي مال ستدر ربح مادي بطريقة ما. وهذه النصيحة سمعتها من أحد اليوتيوبرز عندما كنت أفكر بإنشاء قناة على اليوتيوب قال بصراحة إذا كان هدفك الوحيد من القناة هو الربح فلا تنشئها.
أنا لا أنظر عليكم أكيد الجانب المادي مهم وجداً لكن لا تدخلو مجال عمل فقط من أجل الربح المادي ولا تجعلوه المقياس الوحيد.
كان هذا كل ما أود ذكره من نصائح وأفكار تمنيت لو كنت أعرفها مسبقاً لذلك أحببت أن أشاركها معكم على أمل أن يستفيد منها بعض الداخلين حديثاً على مجال الصيدلة.
كانت معكم ألمى تمّور …. إلى اللقاء.
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_video link=”https://youtu.be/rpwOJAmvqcE”][/vc_column][/vc_row]