[vc_row][vc_column][vc_video link=”https://www.youtube.com/watch?v=1ihIytfe1c4″ align=”center”][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]
هل حقاً مستحضرات التجميل تسبب السرطان أو هذا مجرد ادعاء ؟
في البداية أود الإشارة لنقطتين هامتين وهما:
1- جميع المعلومات التي سأذكرها موجودة على موقع American Cancer Society ولن أخوض بالحديث عن أي مادة بمفردها وإنما سأتحدث بالإجمال عن جميع المواد المصنفة تحت بند مواد تجميل
2- أود التذكير بتعريف المواد التجميلية حتى لا نخلطها مع الأدوية والمستحضرات العلاجية وبالتالي المواد التجميلية بالتعريف: “كل المواد التي يتم دهنها، سكبها، ارذاذها، أو بخها أو بمعنى تطبيقها على الجسم البشري لأغراض التنظيف، التجميل، زيادة الجاذبية، أو تغيير المظهر. وتشمل مرطبات البشرة، العطور، مطريات الشفاه، طلاء الأظافر، مكياج العيون والوجه، الشامبو، صبغات الشعر، وحتى الديودوران ومعجون الأسنان.
كان لا بد من ذكر هذا التعريف حتى لا يتم الخلط مع مواد أخرى، ولأن قوانين ضبط الأدوية تختلف عن قوانين ضبط هذه المواد التجميلية.
السؤال الأول هو هل تسبب حقاً هذه المنتجات ضرراً على الصحة؟
بداية يجب أن نميز بين الأضرار قريبة المدة والأضرار بعيدة المدى فمن الخطأ أن نخلط بين النوعين.
فالأضرار قريبة المدى هي التي تحدث فوراً عقب تطبيق هذه المواد وهي محتملة الحدوث عند بعض الأشخاص الذين يمكن أن يتحسسون لمكون ما موجود في هذه المستحضرات وتختلف حقيقة بين الأشخاص.
أما الأضرار بعيدة المدى (مثل السرطان مثلاً) فهي غير مؤكدة وذلك لأن هذه المنتجات لم تدرس هذا التأثير بشكل حتمي بسبب عدة أمور ومعوقات سنأتي على ذكرها الآن.
- حتى عندما يتم دراسة مكون واحد من هذه المكونات، فالنتائج ليست دوماً واضحة ومفهومة فهناك العديد من العوامل التي تحدد سمية المادة منها الجرعة وطريقة الإعطاء.
- أشعة الشمس قد تسبب سرطان الجلد مع أن لو لم تكن الشمس لما كانت الحياة فكل شيء يؤخذ بمقدار
- ومعظم المواد التي دُرست لتأثيرها السمي كان لها تأثير سمي عندما تم أخذها بجرعات كبيرة جداً، وعادة الكميات المستعملة منها في مستحضرات التجميل أقل بكثير من التأثيرات السمية. فمثلا أخذ حبتين أسبرين يساعد في تخفيف وجع الرأس لكن إن تناولت الظرف كاملاً فسيكون له تأثيرات خطيرة على الجسم.
- بالنسبة لطريقة الاعطاء، أيضا سمية المواد تختلف. فمثلاً بعض المواد تكون سامة جداً إذا أخذت عن طريق جهاز الهضم لكن ليس لها أي تأثير يذكر إذا تم التعرض لها عن طريق الجلد. كما أنه من الصعب جدا تحديد الكميات الممتصة من هذه المواد عن طريق الجلد فهذا أيضا يختلف حسب نوع البشرة والحالة التي عليها البشرة والكمية المطبقة عليها والمساحة المطبقة.
- النقطة الثالثة المهمة هي على من تمت هذه الدراسات، غالباً هذه الدراسات السمية تطبق على حيوانات التجربة في المخبر كالأرانب والفئران. صحيح السمية لحيوانات التجربة تعطينا فكرة عن احتمالية السمية للبشر لكن ليس بالضرورة المواد السامة لحيوانات التجربة هي سامة للبشر، فطرق الاستقلاب تختلف حسب الأنواع. على سبيل المثال، قد تحب أنت تناول الشوكولا وتستمتع بها بينما قد حدوث مرض السكري ثم العمى الدائم لكلبك.
- النقطة الرابعة هي بالنسبة للمدة، فدراسة التأثيرات الضارة على المدى البعيد مثل السرطان مثلاً تحتاج لوقت طويل جداً لتكتمل، فالسرطان قد لا يحدث إلا بعد 10 الى 20 سنة من التعرض للمواد المسرطنة. هذا عدا عن صعوبة دراسة جميع المواد المستخدمة في صناعة المستحضر فهذا غير عملي عدا عن أنّ الشركات تغير في تركيب مستحضراتها كل فترة فحتى لو استمر الشخص باستخدام نفس المستحضر لفترة طويلة تصل لسنوات فالمواد التي بالمستحضر وتراكيزها ستتغير وبالتالي لن تكون الارقام دقيقة.
- ليس هذا فحسب، ففي مثل هذه الدراسات يجب أخذ البيئة المحيطة بعين الاعتبار وهذا ما يسمى ب epidemiologic studies وهي التي تدرس امكانية حدوث مرض (سرطان مثلا) بالتعرض لعامل معين (تدخين مثلا) بين مجموعتين من السكان واحدة معرضة للعامل (مدخنة) والأخرى غير معرضة للعامل (غير مدخنة). لكن هذه الدراسات لها حدودها أيضا فمن المستحيل تحديد جميع ما يتعرض له الأشخاص لنقل ليوم واحد ناهيك عن سنوات طويلة فهذا غير معقول وهناك المئات إن لم يكن الآلاف من العوامل التي يتعرض لها البشر يومياً والتي من المحتمل أن يكون لها تأثير على صحتهم في المدى البعيد.
كل هذه المعوقات تجعل من الصعب جداً تحديد فيما إذا كانت المادة مسرطنة أم لا، ولتلافي الجزم صنف الباحثون المواد من حيث إمكانية إحداثها للسرطان إلى:
- مؤكد أنها تسبب سرطان للبشر known human carcinogenic
- من المحتمل أن تسبب سرطان probably carcinogen
- من الممكن أن تسبب سرطان possibly carcinogen
وليس من الغريب أن تكون معظم المواد المستخدمة في صناعة مستحضرات التجميل ضمن الفئة الثالثة، ومعنى هذا أنها يمكن أن تكون مسرطنة لكن لا يوجد أي دليل مثبت أو دليل محدود على احداثها سرطان في البشر.
لكن الآن دعونا نعود لموضوعنا الأساسي وبعد أن عرفنا كل هذه المعلومات هل يعني هذا النفي وأن مستحضرات التجميل آمنة للاستخدام 100%. الجواب،لا فأنا لم أقل ذلك ولكن بينت أنه ليس بالسهولة نستطيع الحكم على مادة أو مستحضر للتجميل إذا كان مسرطن أم لاوبالتالي لا أحد يستطيع أن يعطي جواب حتمي تجاه الموضوع.
السؤال الآن أنه إذا كان الأمر كذلك فكيف يتم ضبط المستحضرات التجميلية ومن المسؤول عن ذلك؟
في الولايات المتحدة المسؤول عن كل من الأدوية والمستحضرات التجميلية هي منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA ، لكن قوانينها بالنسبة للدواء تختلف عنها بالنسبة للمستحضرات التجميلية، فقبل اطلاق أي دواء للسوق يحب التأكد من أمانه وفعاليته، أما بالنسبة للمستحضرات التجميلية فهي لا تملك السلطة لاجبار الشركات على فحص منتجاتها على المدى البعيد ومعنى هذا أنها تسمح لها بالتسويق على أن تضع الشركات على العلبة عبارة “أمان المنتج لم يحدد بعد“.
عموماً، وعلى مستوى العالم هناك رأيين تجاه المعطيات المتوفرة عن أمان المستحضرات التجميلية:
الرأي الأول يقول “المستحضرات التجميلية بريئة حتى يثبت العكس INNOCENT UNTIL PROVEN GUILTY” :
يرى مؤيدي هذه النظرية أنه طالما لا يوجد إثبات واضح وصريح أن المستحضرات التجميلية تسبب السرطان فيجب التعامل كعها على أنها آمنة. لكن يوجد عدة نقط ضعف في هذا الادعاء، بداية كون مادة لم يظهر لها مشاكل بعد لا يعني أنها آمنة على المدى البعيد ولا يمكن الجزم بهذا الشيء. ثانياً، مدى امتصاص هذه المواد لا يمكن تحديده بسهولة كما بينت سابقا في الفيديو وبالتالي لا يمكن الجزم بأنها آمنة للجميع.
الرأي الثاني يقول “الأمان الآن أفضل من الندم لاحقاً BETTER SAFE THAN SORRY“
هذه المجموعة ترى أن أي مادة يمكن أن تكون مرتبطة بحدوث سرطان بغض النظر عن الجرعة وطريقة التطبيق يجب منها من الاستخدام إن أمكن.
تطبيق هذا الرأي أيضا ليس بالأمر السهل وهناك الكثير من التعقيدات حوله. على سبيل المثال، هناك بعض المواد الكيميائية المستخدمة في المنتجات لها تأثير أنها تماثل هرمون الأستروجين ونسميها طبياً “endocrine disruptors”. وهذه المواد سواء تم تصنيفها بالجسم أو أعطيت خارجياً ممكن أن تؤثر على الأعضاء التناسلية وهي مرتبطة بحدوث أنواع معينة من السرطانات. لكن الجدال هو عن الكمية التي ممكن أن تسبب هذه السرطانات وهذا الأمر معقد لأنه على فرض منع استخدام هذه المواد لكنها لاتزال موجودة في المصادر الطبيعية مثل حليب الصويا.
بالمختصر وزبدة الحديث، نحتاج للمزيد من الدراسات والمعلومات لمعرفة مدى قابلية إحداث هذه المواد للسرطانات ولا يوجد إجابة واحدة عن منتج معين أنه مسرطن أو لا، لكن الحذر واجب حتى المنتجات المعنونة تحت صنف أنها “natural” أو “organic” أو “green” فهذا لا يعني بالضرورة أنها آمنة 100%. وطبعاً بالنهاية القرار يعتمد على الشخص نفسه هل يريد أن يكون من الصنف الأول أو الثاني أو يحاول أن يجد سبيل بين الرأيين ومواد التجميل يمكن التخفيف من استخدامها و تجنب استخدامها يومياً مع أن هذا الشيء صعب في عالمنا العربي !
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]
المصادر:
- تصنيف المواد المسرطنة للإنسان :
https://www.cancer.org/cancer/cancer-causes/general-info/known-and-probable-human-carcinogens.html
- تصنيف المواد المسرطنة للإنسان :
- صفحة المتعلقة بالمستحضرات التجميلية من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية المسؤولة عن ضبط المستحضرات التجميلية في الولايات المتحدة:
https://www.fda.gov/cosmetics
- صفحة المتعلقة بالمستحضرات التجميلية من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية المسؤولة عن ضبط المستحضرات التجميلية في الولايات المتحدة:
- ستجد في هذا الموقع معلومات عن أمان منجات العناية بالبشرة ومعلومات ونتائج علمية عن مكونات هذه المستحضرات والموقع يديره مجموعة من العلماء المختصين بمنتجات العناية بالبشرة:
https://www.cosmeticsinfo.org
- ستجد في هذا الموقع معلومات عن أمان منجات العناية بالبشرة ومعلومات ونتائج علمية عن مكونات هذه المستحضرات والموقع يديره مجموعة من العلماء المختصين بمنتجات العناية بالبشرة:
- وستجد في هذا الموقع جميع المعلومات التي تهمك إذا كنت تبحثين عن المستحضرات الآمنة
https://www.ewg.org/skindeep/
- وستجد في هذا الموقع جميع المعلومات التي تهمك إذا كنت تبحثين عن المستحضرات الآمنة
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]